کد مطلب:240931 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:128

اوحش ما یکون هذا الخلق فی ثلاثة مواطن
قال الشیخ الصدوق رضی الله عنه: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید رضی الله عنه قال حدثنا سعید بن عبدالله عن أحمد بن حمزة الأشعری قال حدثنی یا سرالخادم قال: سمعت أباالحسن الرضا علیه السلام یقول:

«إن أوحش ما یكون هذا الخلق فی ثلاثة مواطن: یوم یولد و [یوم] [1] یخرج من بطن أمه فیری الدنیا، و یوم یموت فیعاین الآخرة و أهلها، و یوم یبعث فیری أحكاما لم یرها فی دار الدنیا، و قد سلم الله عزوجل علی یحیی - علیه السلام - فی هذه الثلاثة المواطن و آمن روعته فقال:

«و سلم علیه یوم ولد و یوم یموت و یوم یبعث حیا»، [2] و قد سلم عیسی بن مریم علی نفسه فی هذه الثلاثة المواطن فقال: «و سلم علی یوم ولدت و یوم أموت و یوم أبعث حیا» [3] .

إن الإیام الثلاثة من أهم إیام الإنسان لو لم تسلم له كان من الهالكین خاصة الیوم الأول من حیاته الذی هو كما قال علی بن الحسین علیهماالسلام:

«اكبرما یكون ابن آدم الیوم الذی یلد [یولد] من أمه» قالت الحكماء: ما سبقه إلی هذا أحد، [4] و كلما كبر نقص من عمره و صغر علی خلاف ما یعرفه الناس و ما من یوم یمضی إلا و قد اقترب من الآخرة و ابتعد من الدنیا لایدری إلی الجنة أو إلی النار اقترابه، و إذا ناله نقصان فی ماله اغتم و لایغمه نقصان عمره والدرهم یخلف عنه و العمر لایرده شی ء فهو بین مصائب ثلاث لایعتبر بواحدة منهن: الأولی نقصان عمر، الثانیة استیفاء رزقه إن كان حلالا حوسب علیه أو حراما عوقب علیه، الثانیة دنوه كل یوم إلی الآخرة



[ صفحه 169]



و بعده عن الدنیا لایدری الی الجنة دنوه أم إلی النار [5] .

و أما یوم الموت فهو ألزم إلی ابن آدم من ظله و قد قال السجاد علیه السلام: «و لست أذكر منها - ای الدنیا - إلا قتیلا أفنته أو مغیب ضریح تجافت عنه فاعتبر أیها السامع بهلكات الأمم، و زوال النعم، و فظاعة ما تسمع و تری من سوء آثارها فی الدیار الخالیة، و الرسوم الفانیة و الربوع الصموت.



و كم عاقل أفنت فلم تبك شجوه

و لابد أن تفنی سریعا لحوقها



فتلك مغانیهم و هذی قبورهم

توارثها أعصارها و حریقها



فرقتهم أیدی المنون فألحقتهم بتجافیف التراب فأضحوا فی جوات قبورهم یتقلبون و فی بطن الهلكات عظاما و رفاتا و صلصالا فی الأرض هامدون، أتململ تململ السلیم، و أبكی بكاء الحزین أنادی ولات حین مناص.



سوی أنهم كانوا فبانواوإننی

علی جدد قصد سریعا لحوقها



فلو رجعت تلك اللیالی كعهدها

رأت أهلها فی صورة لاتروقها



حیاری و لیل القوم داج نجومه

طوامس لاتجری بطی ء خفوقها [6] .



و أما یوم البعث و الحشر الأكبر ف-:«یأیها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شی ء عظیم - یم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و تری الناس سكری و ما هم بسكری و لكن عذاب الله شدید» [7] .

قال عمران بن الحصین و أبوسعید الخدری: «نزلت الآیتان من أول السورة لیلا فی غزاة بنی المصطلق و هم حی من خزاعة و الناس یسیرون فنادی رسول الله صلی الله علیه و آله فجثوا المطی حتی كانوا حول رسول الله فقرأها علیهم فلم یرأ كثر باكیا من تلك الیلة فلما أصبحوا لم یحطوا السروج عن الدواب و لم یضربوا الخیام و الناس بین باك و جالس حزین متفكر فقال لهم رسول الله صلی الله علیه و آله: أتدرون أی یوم ذاك؟ قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: ذاك یوم یقول الله تعالی لآدم ابعث بعث النار من



[ صفحه 170]



ولدك فیقول آدم: من كم كم؟ فیقول عزوجل من كل ألف تسع مائة و تسعة و تسعین إلی النار و واحد إلی الجنة، فكبر ذلك علی المسلمین و بكوا فقالوا فمن ینجو یا رسول الله؟ فقال ابشروا؛ فإن معكم خلیفتین یأجوج و مأجوج ما كانتا فی شی ء إلا كثرتاه ما أنتم فی الناس إلا كشعرة بیضاء فی الثور الأسود، أوكرقم [8] فی ذراع البكر، أوشامة فی جنب البعیر، ثم قال: إنی لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا، ثم قال إنی لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا ثم قال: إنی لأرجو أن تكونوا ثلثی أهل الجنة فإن أهل الجنة مئة و عشرون: [صنفا] صفا ثمانون منها أمتی، ثم قال: و یدجل من أمتی سبعون ألفا الجنة بغیر حساب... فقام عكاشة بن محصن فقال یا رسول الله ادع الله أن یجعلنی منهم فقال اللهم اجعله منهم فقام رجل من الأنصار فقال ادع الله أن یجعلنی منهم فقال: سبقك عكاشه، قال ابن عباس: «كان الأنصاری منافقا فلذلك لم یدع له» [9] .

كلمة «كشعرة بیضاء فی الثور الأسود» ذكرناها فی كتابنا «الأمثال النبویة»، [10] و كذا «سبقك عكاشة». [11] و الحدیث النبوی إنذار و بشارة و المهم أن العبد إذا مات عن إیمان بالله عزوجل و رسوله و الأئمة المعصومین علیهم السلام شملته البشارة إلا فهو من غیر الأمة المرحومة و العیاذ بالله یموت و هو كافر بكل شی ء نسأله تعالی حسن الختام.



[ صفحه 171]




[1] كذا.

[2] مريم: 15.

[3] مريم: 33 و الآية «و السلم علي يوم ولدت...»، عيون أخبار الرضا 201:1، و تفسير الصافي 40:2، إحقاق الحق 581:19.

[4] البحار 160:78.

[5] البحار 160:78.

[6] البحار 158 - 155/78، مقتطفات، و لأميرالمؤمنين توصيف للمت في كلام له ما أعظمه يجدر النظر إليه طوال الحياة قال فيه: «و إن للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة، أو تعتدل علي عقول أهل الدنيا». النهج 152:11، الخطبة 216. و لشارحها المعتزلي شرح حري بالنظر، ص 154 - 152.

[7] الحج 2 - 1.

[8] الرقمتان هنتان شبه ظفرين في قوائم الدابة. الشامة علامة تخالف البدن الذي هي فيه.

[9] تفسير الصافي 111 - 110/2. و هامشه.

[10] ج 42:2، رقم المثل 366، حرف الكاف مع الشين.

[11] ج 463:1، رقم 295، حرف السين مع الباء.